كثير من العرب سواء من بقي منهم في الشرق أو طالت ضيافتهم هنا في الغرب يحتفظون بتلك الصورة الرومنطقية ان صح التعبير و هي ابعد ما تكون عن المنطق
صورة الفارس العربي على ناقته يحمل السيف بيمينه و الكتاب بشماله منطلقا من الربع الخالي او ما يليه من الخلاء لينشر الكلمة الطيبة بالدليل و البرهان لا بالقراءة في الفنجان... و ربما احتاج في بعض الأحيان... إلى سيفه لتعليم مروره على جثث ضحاياه ان عز الإقناع... و ربما كان هذا الفعل الأخير اكثر ما ترويه كتب التاريخ عن هؤلاء المفسدين في الأرض دون ما سبق ذكره من صفات وردت على سبيل التصوير الكاريكاتيري لا غير.
كثيرون هم من يفتخرون يأن أجدادهم كانوا من هذا الصنف اليوتوبي الخيالي القادم من السراب فيطيلون بهذا عمر الهذيان الجماعي الذي من نتائجه الكارثية التأسيس لفكرة التفوق العربي على ما دونه من الاجناس و هذا ما سنأتي على ذكره بشيء من التفصيل ان شاء الله
لقد تعود هؤلاء أن يشهروا في وجوهنا بطاقة التكفير كلما حاججناهم بالأدلة و البراهين العقلية و النقلية و هي بالمناسبة بطاقة مجانية يحملها كل عربي معه في حله و ترحاله حرزا يحمي ما يحتفظ به في عقله من تفاهات متوارثة رسخت في ذهنه متلازمة مع أخرى تجعله يعتقد انه مفوض من طرف السماء لحماية الدين بالعروبة.
و في المقابل.. في الجهة الاخرى، فان معظم الامازيغ الآن و كما كان الحال من قبل قيام الانظمة العروبية في دول الشمال الافريقي ما عادوا يعترفون بحقيقة هذه الصورة المغرقة في المثالية و التي تعاقبت الانظمة الحاكمة على حشوها في أذهان الناس و صيانتها و تجميلها عبر تزييف التاريخ في المقررات الدراسية و وسائل الاعلام و صاروا لا يجدون أي حرج في اطلاق اسماء لقادة و وجوه تاريخية أمازيغية كالكاهنه و ماسينيسا و آكسل و يوغرطا و صيفاكس و تينهينان على ابنائهم
اسماء كانت ممنوعة من التداول في سجيلات الحالة المدينة الى وقت قريب، و مجرد ذكرها يعتبر تجديفا و خروجا عن الملة.
تامزغا وفق أهواء التيار العروبي المتطرف عبر طمس الثقافة الأمازيغية و ربط الإسلام بالعروبة كفزاعة لثني السكان الأصليين المسلمين في معظمهم عن مطالبهم المشروعة في الاحتفاظ بهويتهم و ثقافتهم الأصيلة تسبب في نتائج عكسية تماما لما كان ينتظره هؤلاء فقد خلق هذا التطرف جيلا من الأمازيغ لا يحقد على العرب و العربية فقط بل و على الإسلام و رموزه أيضا و يتبنى مواقف راديكالية اتجاه الوافدين العرب و أشياعهم.
فما الذي حدث بالضبط خلال 14 قرنا من الصراع حتى وصلنا إلى هذا الجفاء الذي ينذر بأفق مظلم و نتائج وخيمة على مستقبل المنطقة بكاملها في ظل التكاثر الجرادي لهؤلاء الوافدون؟
من هم بنو هلال و بنو سليم و أحلافهم؟
لماذا المغرب العربي بدل تامزغا؟
هل الأمازيغ هم حقا من العرب العاربة كما يدعي التيار العروبي المتطرف؟
هل جاء العرب إلى تامزغا في إطار صراع سياسي اثني عقدي أم أنهم بالفعل جاءوا لنشر الإسلام؟
أسئلة سنحاول الإجابة عنها بالدقة و الاختصار الممكنين.
إن محاولة تكريس الانتماء العربي