عرف الأمازيغ قديما في اللغات الأوروبية بأسماء عديدة منها المور (Moors / Mauri) وهي كلمة مشتقة عن "موريتاني". وأطلق اليونان عليهم المازيس Mazyes، أما المؤرخ اليوناني هيرودوتس فأشار إلى الأمازيغ بالكلمة ماكسيس Maxyes. وأطلق المصريون القدماء على جيرانهم الأمازيغ اسم "المشوش". أما الرومان فقد استعملوا ثلاث كلمات لتسمية الشعب الأمازيغي وهي النوميديون Numidians، الموريتانيون Mauretanians، والليبيون أو الليبو Libue. وكان العرب غالبا يطلقون عليهم اسم البربر أو أهل المغرب. والبربر في العربية كلمة منقولة عن الجذر اللاتيني الإغريقي باربار (Barbar) وهي كلمة استعملها اللاتينون لوصف كل الشعوب التي لا تتكلم اللاتينية أو الإغريقية اعتقادا منهم بتفوق الحضارة اليونانية والرومانية على كل الحضارات. ويجدر الذكر أن لقب البربر والبرابرة أطلقه الرومان أيضا على القبائل الجرمانية والإنكليزية المتمردة عليهم أيضا وليس فقط على القبائل الأمازيغية.كما يعتقد البعض ان سبب التسمية يعود الى الموروث العربي على اعتبار ان اصول البربر عربيةفسمواا بالعرب البربر اي الرحل عن طريق البر طبقا للنظرية القائلة انهم عرب رحلوا من بلاد اليمن الى شمال افريقيا برا..
ونفى عالم الإجتماع العربي التونسي ابن خلدون أن يكون الأمازيغ ينتمون لبلاد اليمن أو الشرق الأوسط. وقال في مؤلفاته ما مفاده أن كثرة الأمازيغ وقوة انتشارهم في بلاد المغرب لا توحي بأنهم هاجروا إليها من الشرق الأوسط. وقد دحض البعض هذه النظرية واعتبروا ان عروبة البربر امر علمي ومنطقي واثبتوا ذلك بتشابه العادات والتقاليد واساليب الحياة اضافة الى الصبغات الفيزيولوجية والوراثية المشتركة بين العرب والبربر ..
[تحرير] الدراسات العلمية الحديثة
أثبتت الدراسات على عينات من الحمض النووي لعدد كبير من سكان شمال أفريقيا أن أغلب المغاربيين سواء كانوا يعتبرون أنفسهم أمازيغا أم عربا يحملون الصفة e3b2 المميزة بشكل عام لذوي الأصول الأمازيغية وذلك بنسب عالية تقارب المئة في المئة في المغرب، وبدرحة أقل قليلا في الجزائر. وهذا يجعلنا نستنج ضعف الهجرات القادمة من الشرق الأوسط في اتجاه شمال إفريقيا وكون التأثير العربي على المنطقة ينحصر في المجال الثقافي واللغوي دون أي تأثير عرقي سكاني مهم طبعا دون اعتبار تونس التي يمثل العرب فيها الاغلبية الساحقة ويعودذلك الى خصوصيتها ودورها في الفتح الاسلامي في المغرب لذلك نجد أن سكان تونس هم أساسا من القبائل العربية التي هاجرت ابان الفتح ومع الهجرات العربية اضافة الى قبائل بني هلال التي استقرت في تونس والعرق البربري بنسبة ضئيلة قدرها الباحثون ب0.3بالمائة [1] [2]
[تحرير] بلدان الأمازيغ
يعيش الأمازيغ في المنطقة الجغرافية الممتدة من غرب مصر إلى جزر الكناري، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر و مالي جنوباً.
مع حلول الإسلام في أفريقيا ودخول العرب، استعرب جزء من الأمازيغ بتبنيهم اللغة العربية لغة الدين الجديد. وبقيت جزء آخر محتفظ باللغة الأمازيغية. وبسبب ذلك أثرت اللغة الأمازيغية في العربية الوافدة فنشأت اللهجات العربية المغاربية والتي يصعب على عرب الشرق الأوسط فهمها.
والمتحدثون حاليا باللغة الأمازيغية ينتشرون في العديد من الحواضر الكبرى ( الدار البيضاء، طنجة، الناظور، الحسيمة، الرباط، الخميسات، إفران، جادو، نالوت، كاباو، سوكنة، اوجلة، تيزي وزو، بجاية، باتنة، خنشلة، غرداية، تمنراست، جزيرة جربة ) وأيضا وينتشرون أيضا على شكل تكتلات لغوية أو قبلية كبيرة الحجم واسعة الإنتشار ببوادي وقرى شمال أفريقيا.
[تحرير] المغرب
يتوزع الناطقون باللغة الامازيغية في المغرب على ثلاث مناطق جغرافية واسعة، وعلى مجموعة من المدن المغربية الكبرى، وعلى عدد من الواحات الصحراوية الصغيرة. المناطق الثلاث الأمازيغية اللغة في المغرب هي:
1- منطقة الريف الشرقي والأوسط شمال المغرب: رغم تعرب الريف الغربي، احتفظ الريف الشرقي والأوسط بلغته الأمازيغية. ويمتد الريف الشرقي والأوسط الناطق بالأمازيغية على مساحة حوالي 40.000 كيلومتر مربع ويسكنه حوالي 4 ملايين ونصف المليون من الناطقين بالأمازيغية الريفية. ويوجد الناطقون بأمازيغية الريف أيضا ببعض المناطق في الأطلس المتوسط وإقليم فكيك Figuig، بالإضافة إلى تواجدهم المهم بمدن الريف الغربي (طنجة، تطوان، الفنيدق، الشاون والعرائش) ومدن الشرق (وجدة، السعيدية، بركان، تاوريرت). ويقدر العدد الإجمالي لأمازيغ المغرب الناطقين بأمازيغية الريف (تاريفيت) بحوالي 5 ملايين ونصف المليون نسمة. وتتميز هذه المنطقة بتنوعها الجغرافي، وإطلالها على البحر المتوسط والإنخفاض النسبي لدرجات الحرارة مقارنة ببقية المغرب.
2- منطقة الأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير والصحراء الشرقية: هي منطقة واسعة متنوعة جغرافيا ومناخيا لا تطل على البحر، وتبلغ مساحتها ما لا يقل عن 70.000 كيلومتر مربع. وتتميز بقساوة نسبية في المناخ تتراوح ما بين البرد القارس في أعالي جبال أطلس وجفاف الصحراء الشرقية. ويبلغ عدد السكان الناطقين بالأمازيغية الزيانية (تازايانيت) فيها حوالي 6 ملايين نسمة.
3- مناطق سهل سوس وغرب الأطلس الكبير والأطلس الصغير ومشارف الصحراء الجنوبية: وهي مناطق واسعة متنوعة يغلب عليها المناخ الدافيء قرب البحر والحار في الداخل والبارد في جبال الأطلس. يبلغ مجموع مساحة هذه المناطق ما لا يقل عن 100.000 كيلومتر مربع. وتنتشر في هذه المناطق أمازيغية الجنوب (تاشلحيت / تاسوسيت). ويبلغ عدد السكان الناطقين بأمازيغية الجنوب هناك حوالي 10 ملايين ونصف المليون نسمة.
وتنتشر الأمازيغية أيضا بكل المدن المغربية ولكن بنسب متفاوتة. وتنتشر أيضا بالعديد من الواحات في الصحارى الشرقية والجنوبية المغربية.
أما المناطق المغربية المتبقية فهي إما تنتشر فيها العربية المغربية الدارجة وإما تنتشر فيها اللغة الأمازيغية بنسب منخفضة.
وتقول الاحصائيات ان 75 في المائة من سكان المغرب البالغ عددهم 31 مليون نسمة أمازيغ.
[تحرير] شمال افريقيا
تنتشر اللغة الأمازيغية بتنوعاتها المختلفة : لهجة الريف، الشلحية، تامازيغت، الترقية، الشناوية، المزابية، الشاوية، النفوسية، لهجة جزيرة جربة في تونس، قبائلية ... ) في 10 من البلدان الإفريقية أهمها :
المغرب : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم نسبة معتبرة من السكان البالغ مجموعهم أكثر من 30 مليون نسمة.
الجزائر : حيث يشكل الناطقون باللغة الأمازيغية كلغة أم حوالي 30% من السكان البالغ أكثر من 30 مليون نسمة[بحاجة لمصدر].
وكذلك في كل من : ليبيا[3]، مالي، النيجر، تونس، موريتانيا، بوركينافاسو و مصر.
في أوروبا الغربية توجد جالية أمازيغية مغاربية كبيرة لايقل تعدادها عن المليونين نسمة تنتشر في 9 بلدان أوروبية أهمها فرنسا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا وألمانيا.
[تحرير] مصر
هجرة المغاربة إلى مصر قديمة العهد. والطريق المغربي الذي يصل بلاد المغرب بمصر؛ كان معبراً مفتوحاً منذ أقدم العصور، ولكن بعد نزول العرب المسلمين في بلاد المغرب واختلاطهم بالبربر، قام التعرب الثقافي في بلاد المغرب بصورة تلفت النظر، ومثلت قبائل المغرب دوراً هاماً في تاريخ العروبة في مصر وشمالي إفريقية وبلاد السودان من السنغال في أقصى الغرب إلى الصومال في أقصى الشرق.
وكان ل الفاطميين أثر لا ينكر في هجرة جموع كبيرة من قبائل البربر المتعربة إلى مصر، فمن المعلوم أن الفاطميين قد اعتمدوا في تأسيس دولتهم في المغرب على قبيلة كتامة، وكانوا وجوه الدولة الفاطمية وأكابر أهلها. وكان أن انتقلت أغلب قبائل كتامة إلى مصر بانتقال الفاطميين إليها. وكانت منازلهم في القاهرة بحارة كانت تسمى حارة كتامة. كما وكانت منازل زويلة بحارة زويلة والباب المعروف بباب زويلة. ولهذا يعد العصر الفاطمي مرحلة هامة في تاريخ الهجرات المغربية إلى مصر، ففي هذا العصر انتقلت موجات كبيرة من المغرب، واستقرت في الجانب الغربي لمصر، في غربي الدلتا، والبحيرة والفيوم، والواحات وسائر الجهات الغربية من صعيد مصر. وربما اتجهت بعض قبائل المغرب شرقا، كما فعلت " لواتة " فتجاوزت شرقاً وعبرت منقطع الرمل، ثم نزلت في الجيزة وبلاد البهنسا التي تصاقب الفيوم من جهة الشرق.
ومن الملاحظ أن قبائل المغرب المهاجرة، جاءت تحمل أنساباً عربية، وتنقسم في أنسابها إلى الشعبتين العربيتين الأساسيتين، فبعضهم ينتسب إلى القيسية، مثل قبائل لواتة وبعضهم ينتسب إلى السبئية مثل قبائل هوارة. فهذه القبائل التي ترجع أصلاً إلى البربر، قد اختلطت من غير شك قبل نزوحها إلى مصر بالعرب الساكنين في بلاد المغرب، من طريق الحلف، أو الولاء، أو المصاهرة، أو هذه جميعاً، وتجلت ثمرة هذا الاختلاط، في التعرب الثقافي .[4]